السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
شجعتوني اروي لكم قصتي ومشكورين علي الردود الجميله ..
بسم الله نبدء وعذرونا أذا أخطأنا و صلحونا ..
عندما انهيت دراستي الثانويه و نجحت بتقدير ممتاز و لمع حلم صبابي في خاطري و وجداني بأن أكون طبيب و يتحقق لي امنيتي وبلفعل أخذت اوراقي وشهاداتي وبحثت بكل جامعه وقدمت اوراقي في كل مكان قدرت اذهب إليه ..
ولكن تعيس الحظ مثلي هل بسهوله تبتسم له الحياه !
و قبلت بكذا جامعه حكوميه ولكن بكليات نظريه !!!
رغم ارتفاع معدي وتقديري
وهل يرضي من يحلم بطب بأقل من ذلك ?
قولت احاول بره واقدم لجامعات بلخارج .
وبلفعل قدمت وحاولت في كذا سفاره و قنصليه .
ولكن انصدمت من الاسعار !!!
مو طب بشري بلعكس هذا تجاره بشريه !!
المهم ...
شاءت الاقدار , وكنت مازلت متشبث بأمل و بحلم بفجر مشرق بعد ليل ظليم .
وفي احد تلك الايام في يوم ماطر و راعد{ علي فكره في جده تمطر بس مره وحده بسنه غالب. بس مره وحده }
دق جرس الهاتف بحمي دؤبه وكنا بلخارج تحت رذاذ المطر ..
نستمتع بهذه القطرات وهي تسقط علي اجسادنا وتمنحنا شعور رائع ..
ونادت علي امي : يا وليد شخص يريدك علي الهاتف !
استغربت !!
أغلب اصدقائي تعرفهم امي وتعرف اصواتهم , فمن هذا !!
ودخلت المنزل وثيابي مبلوله بماء المطر وقطراته تسح من ثيابي لاجيب علي الهاتف .
الو?
الاخ وليد ?
نعم !
{ ماهذا الصوت ! اول مره اسمعه ! كأنه آتي من بئر عميق . صوت مخيف }
نحن مكتب [.....] وقد تم قبولك
في كليه الطب في جامعه [....] في دوله [....]
انصدمت وقتها , ولم اعرف الاجابه ! نعم قدمت اوراقي لهذا المكتب وانا مازلت اذكره .
مرت ثواني من الصمت المطبق .
فسألني : هل انت معي ?
اجبته : اجبته نعم , لكن صوتك بعيد جدآ .
فقال : ربما من المطر ! عموما يجب ان تحضر الينا .... ألخ
وبعد ان انهيت هذه المكالمه كان يجب ان اطير من السعاده .
اخيرآ تحقق حلم عمري, لكن مازلت اشعر بصوت الرجل كأنه صوت مخنوق واحسست بضيق .
واخبرت اهلي بأمر الاتصال و اني قبلت بكليه الطب في جامعه يشهد لها و معترف بها دوليا .
وفرحو جميعا .
ومضت الايام سراعا واتمت كافه اجراءتي واصبحت جاهز لسفر.
لكن بلد غريب واول مره اسافر له .
فأحبت انا اسأل اصدقائي من يدرس هناك من معارفهم او اصدقائهم فلم اجد .
و في احد الايام قبل السفر بأقل من اسبوع , وبعد صلاه العصر جلست بمسجد ورأيت شخص اسمه معاويه معرفتي به بسيطه رغم انه يسكن بنفس الحي فتذكرت انه من نفس البلد الذاهب اليها .
فقمت وسلمت عليه وجلست معه بمسجد و بعد التحيات و غيرها اخبرته بأني مسافر الي بلده لادرس الطب , وكم هالني تصرفه !
قال لي كيف ولماذا و هل انت غبي !
استغربت من تصرفه !!
لكن قولت في نفسي ان معاويه اصلا قليل الاحتكاك بلناس وليس لديه واسع تجربه بأمور الحياه و هو ولد وعاش هنا , فمن اين له ان يعرف إلا من ماسمع من أقاربه الذين يأتو للعمره او الحج و هم بلغالبيه من بسطاء الناس .
ومثلهم يعشقون تضخيم الامور .
صحيح هنالك حرب اهليه في بلده لكنها في مناطق بعيده عن جامعتي وعن العاصمه .
فقولت له انا ذاهب وهذا خياري الوحيد لا املك غيره .
و بعد ذلك اخبرني بشياء سطحيه وعرفت من خلالها انه لا يعرف شي .
وقررت الذهاب والانصراف عنه .
{ مابلوم الناس ترفض تصاحبه }
وفجاء امطرني بخبر جميل لم اتوقعه ابدآ ¤
قال ابوه مسافر بعد كذا يوم و بعد التحديد و خطوط الطيران عرفت انه مسافر بنفس رحلتي !!!
صدفه خير من الف ميعاد ..
فطلبت منه ان أذهب لزيارته واجلس مع والده .
منها اعرف اكثر عن البلد و اسافر معه يكون دليل لي في اول ايامي ,
فقال لي اوكي بس بعد العشاء
تعال ...
وبلفعل ذهبت إليه بعد العشاء وكانت اول مره بحياتي ادخل بيت واحد من ذاك البلد .
استقبلني معاويه بترحيب بس لحظه في ريحه قويه زي نار تنحرق وخشب !!!
أنذهلت وسألته : ماهذا في حريقه !
قالي ببساطه و هدوء , لا هذا بخور واحنا دايما نبخر البيت .
ما اقتنعت بكلامه . انا عندي خبره بلبخور وانواعه بس هذا يمكن اسوء انواع البخور !!
وبلفعل بعد دقايق من جلوسي انخنقت و اصابني صداع فضيع .
فقولت ارجع البيت وظاهر ابوه مشغول , حاولت استأذن , قالي خلاص ابوي جاي فسألته : أذا كان اخوه معاذ اكبر اخوانه ?
فقال : نعم
أذا انادي ابوه ابو معاذ .
و قمنا رحنا غرفه تانيه كان ابوه جالس فيها , ولأول مره اشوف حاجه زي هاذه !!!
فراش ارضي ورائحه البخور تعبق بهذه الغرفه و لون الفرش احمر و بنص جلد نمر مرقط !!!
مع عبق المكيف اصبح جو الغرفه مخيف !!
وبدون ما اشعر كان ابوه جالس علي الفراش ولابس لبس خفيف زي الثوب بس قصير وتحته سروال شرط واضح من خلال الثوب !!
انا خفت وقولت هذا اكيد ساحر !!
وش المصيبه التورطت فيها هذا ! كيف اطلع من هنا !
المشكله انهم ناس بشوشين وبضحكو !
وجلست معاهم وقولت لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا .
وجلست احكي لابو معاذ كيف انقبلت وبأي جامعه ... الخ
وقولتله انه رحلتي مع نفس رحلتك وانا ابغي اسافر معاك عشان اعرف البلد مو اضيع .
واجا العشا و ياريته ماجاه ....
و ياريت خرجت قبل يجي العشا ...
جابوه بصنيه كبيره فيها كذا صحن وبكل صحن فضائع ..
أقرب صحن منظره مابنساه للان
صحن بيض مقلي !!! لحد الان طبيعي صح ?
وفوقه شرايح كليه خروف نئه و دمها سايح فوق البيض ..
دم احمر فوق بيض مقلي !!
وصحن التاني كبده وقالو كبده خروف مقطعه مكعبات و طبعا نئيه مش مطبوخه ولا مقليه !! نيه بدمها لسه .
وطبق الرئيسي آه منه رئه الخروف بلونها الوردي وبقايا دمها بقاع الصحن !!
وقالنا اتفضلو !! {هل هذا طعام قولت في نفسي }
وانحرجت كيف أكل وانا ماعمري شفت منظر زي هذا فما بالك أكله !!
المهم مجامله لهم اكلت من المخللات و ماقدرت اتحمل بشاعه المنظر وستأذنت اروح الحمام ..
ورحت واستفرغت كل الكان في بطني ..
وانا طالع من الحمام وكان حمامهم قريب من مدخل البيت
وما كان في احد بره انتهزت الفرصه و وليت ادباري وطيران علي باب الشارع وفتحت الباب وخرجت مسرع واخيرا ما ادري كيف كنت عند باب بيتي وحسيت بنجاه ...
وماقدرت اقول لأحد وش صار معاي بس الجميع لاحظو اني متوتر وشاحب ولوني مخطوف ..
وليلتها كوابيس فضيعه وماغاب عن عيني منظرهم و هما بتعشو افضع عشا شفته بحياتي وقتها ..
كأنه بفيلم عن اكلي لحوم البشر ..
و هذه بس مقدمتي عشان تعرفو طبيعتي كيف كانت بذاك الوقت وكيف كنت وقتها والحلقه الجايه عحكيلكم عن اول ايامي وعن شبح الملاريا و المقابر ..