الرسول صلى الله عليه وسلم َنكُنْ في لقاء مع أحد أصحابه الكرام وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه حيث يبهرنا من إيمانه وتضحياته وإيثاره فشيخاً نراه تتساقط دموعه على وجه الرسول عليه السلام ولم يتحرك !!!ومن عظمة الغرض الذي أقامه لحياته ما لا نكاد نعرف له نظيرا فإن كل أسباب هذا الإعجاز ستكون واضحة هذه الأسباب التي لم تكن شيئاً سوى النور الذي اتبعوه ..سوى محمد رسول الله الذي جمع الله له من رؤية الحق ورفعة النفس ما شرفت به الحياة وأضاءت به مقادير الإنسان !! فهيا أحبتنا نعرض قصة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم .. لما تم اتخاذ القرار الغاشم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم نزل إليه جبريل بوحي ربه تبارك وتعالى ,فأخبره بمؤامرة قريش , وأن الله قد أذن له في الخروج وحدد له وقت الهجرة قائلاً: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه .وذهب النبي صلى الله عليه وسلم في الهاجرة إلى أبي بكر رضي الله عنه ليبرم معه مراحل الهجرة , قالت عائشة رضي الله عنها :بينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعاً, في ساعة لم يكن يأتينا فيها , فقال أبو بكر : فداء له أبي وأمي , والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر .
قالت : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن , فأذن له , فدخل , فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر :أخرج من عندك . فقال أبو بكر : إنما هم أهلك ,بأبي أنت يا رسول الله . قال :فإني قد أذن لي في الخروج ,فقال أبو بكر : الصحبة بأبي أنت يا رسول الله ؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :نعم.(صحيح البخاري )
وبعد إبرام خطة الهجرة رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته , ينتظر مجيء الليل .
تطويق منزل الرسول صلى الله عليه و سلم:
أما أكابر مجرمي قريش فقضوا نهارهم في الإعداد لتنفيذ الخطة المرسومة التي أبرمها برلمان مكة (دار الندوة)صباحاً, واختير لذلك أحد عشر رئيساً من هؤلاء الأكابر , وهم :أبو جهل بن هشام –الحكم بن أبي العاص-عقبة بن أبي معيط –النضر بن الحارث –أمية بن خلف – زمعة بن الأسود –طعيمة بن عدي –أبو لهب –أبي بن خلف –نبيه بن الحجاج-أخوه منبه بن الحجاج (زاد المعاد) قال ابن إسحاق :فلما كانت عتمة الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى نام , فيثبون عليه (ابن هشام)وكانوا على ثقة من نجاح هذه المؤامرة الدنية , حتى وقف أبو جهل وقفة الزهو والخيلاء وقال مخاطباً لأصحابه المطوفين في سخرية واستهزاء : إن محمداً يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح ثم بعثتم من بعد موتكم ثم جعلت لكم نارا تحرقون فيها
وقد كان ميعاد تنفيذ تلك المؤامرة بعد منتصف الليل فباتوا متيقظين ينتظرون ساعة الصفر ولكن الله غالب على أمره بيده ملكوت السماوات والأرض يفعل ما يشاء وهو يجير ولا يجار عليه ,فقد فعل ما خاطب به الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )(30:8).
الرسول صلى الله عليه وسلم يغادر بيته :
ومع غاية استعداد قريش لتنفيذ خطتهم فقد فشلوا .ففي هذه الساعة الحرجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب : نم على فراشي , وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر , فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شئ تكرهه منهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام في برده ذلك إذا نام
. ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم و اخترق صفوفهم و أخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره,على رؤوسهم ، و قد أخذ الله أبصارهم عنه فلا يرونه وهو يتلو (وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) (9:36)فلم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه تراباً ومضى إلى بيت أبي بكر فخرجا من خوخة في دار أبي بكر ليلاً حتى لحقا بغار ثور في اتجاه اليمن .وبقي المحاصرون ينتظرون حلول ساعة الصفر وقبيل حلولها تجلت لهم الخيبة والفشل فقد جاءهم رجل ممن لم يكن معهم ورآهم ببابه فقال :ما تنتظرون ؟ قالوا محمداً.قال :خبتم وخسرتم قد والله مر بكم , وذر على رؤوسكم التراب , وانطلق لحاجته قالوا والله ما أبصرناه وقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم. ولكنهم تطلعوا من صير الباب فرأوا علياً فقالوا والله إن هذا لمحمد نائماً عليه برده فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا . وقام علي عن الفراش فسقط في أيديهم وسألوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : لا علم لي به .
من الدار إلى الغار:
غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته في ليلة 27 من شهر صفر سنة 14 من النبوة الموافق 13/12 سبتمبر سنة 622م .وأتى إلى دار رفيقه –وأمن الناس عليه في صحبته وماله –أبي بكر رضي الله عنه . ثم غادر ا منزل الأخير من باب خلفي ليخرجا من مكة على عجل وقبل أن يطلع الفجر .
ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن قريشاً ستجد في الطلب وأن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظار لأول وهلة هو طريق المدينة الرئيسي المتجه شمالاً فقد سلك الطريق الذي يضاده تماماً وهو الطريق الواقع جنوب مكة والمتجه نحو اليمن .سلك هذا الطريق نحو خمسة أميال حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور وهذا جبل شامخ وعر الطريق صعب المرتقى ذا أحجار كثيرة فحفيت قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل :بل كان يمشي في الطريق على أطراف قدميه كي يخفي أثره فحفيت قدماه وأيا ما كان فقد حمله أبو بكر حين بلغ إلى الجبل وطفق يشتد به حتى انتهى به إلى غار في قمة الجبل عرف في التاريخ بغار ثور .
إذ هما في الغار :
ولما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : والله لا تدخله حتى أدخله قبلك ,فإن كان فيه شئ أصابني دونك فدخل فكسحه ووجد في جانبه ثقباً فشق إزاره وسدها به وبقي منها اثنان فألقمهما رجليه , ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ادخل . فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع رأسه في حجره ونام فلدغ أبو بكر في رجله من الحجر ولم يتحرك مخافة أن
ينتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسقطت دموعه على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:مالك يا أبا بكر ؟قال : لدغت فداك أبي وأمي ، فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب ما يجده.وكمنا في الغار ثلاث ليال ليلة الجمعة وليلة السبت وليلة الأحد , وكان عبد الله بن أبي بكر يبيت عندهما . قالت عائشة : وهو غلام شاب ثقف لقن ,فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت , فلا يسمع أمراً يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام .وكان يرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم ، فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من ا لعشا ء فيبيتان في رسل –وهو لبن منحتهما ورضيفهما -حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث (صحيح البخاري ). وكان عامر بن فهيرة يتبع بغنمه أثر عبد الله بن أبي بكر بعد ذهابه إلى مكة ليعفي عليه.أما قريش فقد جن جنونها حينما تأكد لديها إفلات رسول الله صلى الله عليه وسلم صباح ليلة تنفيذ المؤامرة .فأول ما فعلوا بهذا الصدد أنهم ضربوا علياً وسحبوه إلى الكعبة وحبسوه ساعة علهم يظفرون بخبرهما. ولما لم يحصلوا من علي على جدوى جاءوا إلى بيت أبي بكر وقرعوا بابه فخرجت إليهم أسماء بنت أبي بكر فقالوا لها: أين أبوك ؟ قالت :لا أدري والله أين أبي ؟فرفع أبو جهل يده فلطم خدها لطمة طرح منها قرطها .وقررت قريش في جلسة طارئة مستعجلة استخدام جميع الوسائل التي يمكن بها القبض على الرجلين ، فوضعت جميع الطرق النافذة من مكة (في جميع الجهات )تحت المراقبة المسلحة الشديدة كما قررت إعطاء مكافأة ضخمة قدرها مائة ناقة بدل كل واحد منهما لمن يعيدهما إلى قريش حيين أو ميتين كائنا ًمن كان .وحينئذ جدت الفرسان والمشاة وقصاص الأثر في الطلب وانتشروا في الجبال والوديان والوهاد والهضاب لكن من دون جدوى وبغير عائدة.وقد وصل المطاردون إلى باب الغار , ولكن الله غالب على أمره ،روى البخاري عن أنس عن أبي بكر قال :كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرفعت رأسي فإذا أنا بأقدام القوم فقلت يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا .قال:اسكت يا أبا بكر اثنان الله ثالثهما وفي لفظ :ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما (صحيح البخاري ). وقد كانت معجزة أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم , فقد رجع المطاردون حين لم يبق بينه وبينهم إلا خطوات معدودة .
في الطريق إلى المدينة :
وحين خمدت نار الطلب، و توقفت أعمال دوريات التفتيش ،و هدأت ثائرات قريش بعد استمرار المطاردة الحثيثة ثلاثة أيام بدون جدوى ، تهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه للخروج إلى المدينة .
وكانا قد استأجرا عبد الله بن أريقط الليثي ، وكان هاديا ًخريتاً –ماهراً بالطريق –وكان على دين كفار قريش وأمناه على ذلك ، وسلما إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما فلما كانت ليلة الاثنين –غرة ربيع الأول سنة 16/1هــ سبتمبر سنة 622م – جاءهما عبد الله بن أريقط بالراحلتين وحينئذ قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم : بأبي أنت يا رسول الله خذ إحدى راحلتي هاتين . وقرب إليه أفضلهما .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :بالثمن .
وأتتهما أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها بسفرتهما ونسيت أن تجعل لها عصاماً فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فإذا ليس لها عصام فشقت نطاقها باثنين فعلقت السفرة بواحد وانتطقت بالأخر فسميت ذات النطاقين (صحيح البخاري ) .ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه وارتحل معهما عامر بن فهيرة وأخذ بهم الدليل -عبد الله بن أريقط –عن طريق السواحل .وأول ما سلك بهم بعد الخروج من الغار أنه أمعن في اتجاه الجنوب نحو اليمن ,ثم اتجه غرباً نحو الساحل حتى إذا وصل إلى طريق لم يألفه الناس اتجه شمالاً على مقربة من شاطئ البحر الأحمر وسلك طريقاً لم يكن يسلكه أحد إلا نادراً.وقد ذكر ابن إسحاق المواضع التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق قال:لما خرج بهما الدليل سلك بهما أسفل مكة ثم مضى بهما على الساحل حتى عارض الطريق أسفل من عسفان ثم سلك بهما على أسفل أمج ثم استجاز بهما حتى عارض بهما
الطريق بعد أن أجاز قديدا ًثم أجاز بهما من مكانه ذلك فسلك بهما الخرار ، ثم سلك بهما ثنية المرة ثم سلك بهما لقفا ، ثم أجاز بهما مدلجة لقف ، ثم استبطن بهما مدلجة مجاح ثم سلك بهما مرجح محاج ، ثم تبطن بهما مرجح ذي الغضوين ،ثم بطن ذي كشر، ثم أخذ بهما على الجداجد ، ثم على الأجرد ، ثم سلك بهما ذا سلم ، من بطن أعداء مدلجة تعهن ، ثم على العبابيد ، ثم أجاز بهما الفاجة ، ثم هبط بهما العرج ثم سلك بهما ثنية العائر –عن يمين ركوبة- حتى هبط بهما بطن رئم ، ثم قدم بهما على قباء . وهاك بعض ما وقع في الطريق : 1-روى البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: أسرينا ليلتنا ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق لا يمر فيه أحد فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليها الشمس فنزلنا عنده وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكاناً بيدي ينام عليه ، وبسطت عليه فروة وقلت نم يا رسول الله ، وأنا أنفض لك ما حولك ، فنام وخرجت أنفض ما حوله ، فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي أردنا فقلت له : لمن أنت يا غلام ؟فقال : لرجل من أهل المدينة أو مكة قلت :أفي غنمك لبن ؟قال: نعم قلت : أفتحلب ؟قال: نعم فأخذ شاة فقلت : انفض الضرع من التراب والشعر والقذى .فحلب في كعب كثبة من لبن ومعي إداوة حملتها للنبي صلى الله عليه وسلم يرتوي منها ، يشرب ويتوضأ ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فكرهت أن أوقظه فوافقته حين أستيقظ ، فصببت من الماء على لبن حتى برد أسفله فقلت :اشرب يا رسول الله ، فشرب حتى رضيت ثم قال: ألم يأن الرحيل ؟قلت :بلى قال: فارتحلنا .2- وفي الطريق لقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا بريدة ، وكان رئيس قومه ، خرج في طلب النبي عليه السلام وأبي بكر ؛ رجاء أن يفوز بالمكافأة الكبيرة التي كان قد أعلن عنها قريش، ولما واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه أسلم مكانه مع سبعين رجلاً من قومه ، ثم نزع عمامته ، وعقدها برمحه ، فاتخذها راية تعلن بأن ملك الأمن والسلام قد جاء ليملأ الدنيا عدلاً وقسطاً.3-وفي الطريق لقي الرسول صلى الله عليه وسلم الزبير ، وهو في ركب المسلمين ، كانوا تجاراً قافلين من الشام ، فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابا ًبيضاء .
النزول بقباء:
وفي يوم الاثنين 8 ربيع الأول سنة 14 من النبوة –وهي السنة الأولى من الهجرة- الموافق 23 سبتمبر سنة 622م نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء.قال عروة بن الزبير : سمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة فانقلبوا يوماً بعد ما أطالوا انتظارهم ، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه ، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب ، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته يا معاشر العرب ، هذا جدكم الذي تنظرون ، فثار المسلمون إلى السلاح . قال ابن القيم : كبر المسلمون فرحاً بقدومه وخرجوا للقائه فتلقوه وحيوه بتحية النبوة ، فأحدقوا به مطيفين حوله والسكينة تغشاه والوحي نزل عليه ( فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير)وكانت المدينة كلها قد زحفت للاستقبال وكان يوماً مشهوداً لم تشهد المدينة مثله في تاريخها .
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء أربعة أيام . وأسس مسجد قباء وصلى فيه ، وهو أول مسجد أسس على التقوى بعد النبوة ، فلما كان اليوم الخامس –يوم الجمعة- ركب بأمر الله له ، وأبو بكر ردفه ، وأرسل إلى بني النجار –أخواله – فجاءوا متقلدين سيوفهم فسار نحو المدينة ، فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فجمع بهم في المسجد الذي في بطن الوادي ، وكانوا مائة رجل .(صحيح البخاري –زاد المعاد –ابن هشام –رحمة للعالمين)
الدقلبي في المدينة :
وبعد الجمعة دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ومن ذلك اليوم سميت بلدة يثرب بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويعبر عنها بالمدينة مختصراً وكان يوماً تاريخياً
أغر ، فقد كانت البيوت والسكك ترتج بأصوات التحميد والتقديس ، و كانت بنات الأنصار تتغنى بهذه الأبيات فرحاً وسروراً :
أشرق البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد حباً ، وصححها ، وبارك في صاعها ومدها ، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة