داد: كشفت مصادر مطلعة ان فرص زعيم قائمة "العراقية" اياد علاوي في تشكيل الحكومة تضاءلت بشكل كبير ، وسط تكهنات بأن تقوم سوريا بدور مكثف خلال الايام القليلة القادمة من أجل تثبيت رئاسة زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي للحكومة لولاية ثانية.واضافت المصادر العراقية ان إياد علاوي الذي ذهب الى سوريا لمحاولة الحصول على دعم الرئيس الاسد اصطدم بأمرين تأكيد الرئيس السوري نفسه انه رفع الخط الأحمر على تولي المالكي رئاسة الحكومة مجددا ، فضلا عن استجابة التيار الصدري للضغوط وتأييده لرئيس الوزراء المنتهيه ولايته .ونقلت قناة "العربية" الاخبارية عن القيادي في القائمة العراقية بأن لقاء كان مقرر بين زعيم القائمة اياد علاوي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في دمشق تم الغاؤها في أعقاب ضغوط ايرانية مكثفة .واضاف أحمد المسيري "اللقاء تم الغاؤه بسبب الضغوط التي تمارسها ايران على التيار الصدري للقبول بنوري المالكي رئيساً للحكومة" ، داعيا التيار الصدري الى مقاومة الضغوط التي يتعرض لها واعلاء مصلحة العراق فوق المصالح الحزبية ، كاشفاً عن وجود مساعي سورية للتقريب بين وجهات النظر المختلفة للتيارات العراقية.الخط الاحمر كما كشف محمد علاوي عضو وفد "العراقية" الذي زار دمشق ان "الرئيس الاسد ابلغ علاوي بأن سوريا رفعت الخط الاحمر على تولي المالكي رئاسة الوزراء فقط من دون ان تتعهد بدعمه".واضاف "الرئيس الاسد اكد لعلاوي ان المالكي طالب سوريا بدعمه ، وان الجانب السوري سيلعب دوراً مهماً خلال الايام المقبلة في اطار الاسراع بتشكيل الحكومة وفقا لما يملكه السوريون من علاقات جيدة مع الاطراف السياسية العراقية".ونقلت جريدة "المستقبل" اللبنانية عن مصدر سياسي مطلع "تحرك الرئيس الاسد يأتي عقب التفويض الذي منحه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى نظيره السوري خلال لقائهما الشهر الحالي وينصب على ضرورة بذل جهودا لعقد لقاءات مع الزعماء العراقيين وتقديم المشورة والافكار من اجل الاسراع بتأليف الحكومة العراقية".واضاف المصدر" الرئيس الايراني اراد خلال الفترة الحالية ابعاد بلاده عن المشهد السياسي في العراق وإدخال الطرف السوري في جهود تشكيل الحكومة من اجل عدم اثارة حساسيات بعض الاطراف وخصوصاًً لائحة علاوي التي تتميز علاقاتها مع طهران بالتوتر".
وساطة سوريا
وكان علاوي جدد علاوي عقب لقائه الرئيس السوري بشار الاسد امس الاربعاء تأكيد موقف كتلته الرافض للمشاركة في حكومة يرأسها المالكي، محملا "دولة القانون" مسؤولية التأخير في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، ومناشدا دمشق التوسط لدى طهران لوقف تدخل الأخيرة في الشأن العراقي وتشكيل الحكومة المرتقبة.وأعرب علاوي في مؤتمر صحافي عقده في دمشق عن أسفه للتدخلات الإقليمية في الشأن العراقي، مشيرا بهذا الخصوص إلى إيران، قائلا "لقد طلبنا من القادة العرب والأجانب أن يطلبوا من الإخوة في إيران عدم التدخل بالشأن الداخلي العراقي، وأن يترك للإرادة العراقية ان تتخذ القرار".أضاف "إن لقاءنا بالرئيس الأسد قبيل سفره إلى طهران السبت المقبل كان لتبادل وجهات النظر في ما يخص الوضع العراقي"، موضحا أن "من الضروري أن تفهم الدولة الجارة إيران أن "العراقية" ليست في الموقع المعادي للتوجه الإيراني، ولا هي تقرع طبول الحرب ضدها، إلا أننا نرفض بشكل قاطع أن تتدخل بالشأن العراقي الداخلي، مع إيماننا بوجود مصالح حقيقية للعراق مع إيران".وأكد علاوي ثقته بأن سوريا "لن تألو جهدا في دعم استقرار العراق والمنطقة، وإن هذا ما وعدنا به الرئيس الأسد"، مضيفا أن قائمته "مستمرة بالحوار وتبادل وجهات النظر مع الأشقاء العرب وعلى رأسهم سوريا التي طالما احتضنت المعارضة العراقية أيام النضال الدامي ضد النظام السابق". وطالب علاوي دول المنطقة والمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة بـ"أن تقف على مسافة واحدة من القوى السياسية العراقية، وأن تبتعد عن التدخل ليتسنى للفصائل العراقية التي حملها الشعب إلى المجلس النيابي أن تجد الحلول الوطنية لأزمة العراق".التيار الصدري وتأتي زيارة وفد "العراقية" الى سوريا ولقاؤه الأسد في سياق الحديث الدائر عن وجود اتفاق بين ايران وسوريا وتركيا بموافقة اميركية على دعم ترشيح المالكي لولاية ثانية بعد ورود مؤشرات تشير بنجاح الضغوط الايرانية التي مورست على "التيار الصدري" من اجل سحب اعتراضه على اعادة تولي المالكي رئاسة الوزراء.وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ان "الضغوط السياسية أمر لا بد منه في العمل السياسي"، موضحاً أن "هدف التيار خدمة أتباعه ورفع الظلم عنهم بغض النظر عمن يكون المرشح لرئاسة الوزراء قديماً أو جديداً".ورداً على سؤال وجهه احد أتباعه بشأن التعرض لضغوط للقبول بإعادة ترشيح المالكي لولاية ثانية قال الصدر في بيان، "اعلموا ان السياسة أخذ وعطاء". واضاف "مهما كان المرشح قديما أو جديداًً، فلا بد أن تكون مسألة خدمتكم ورفع الظلم عنكم قدر الإمكان الهدف الرئيس للهيئة السياسية للتيار، وهذا هو ما نسعى إليه".التحالف الوطني
الى ذلك ، ارجأ التحالف الوطني اجتماعه لاختيار مرشحه لرئاسة الحكومة إلى اليوم الخميس بسبب عدم حضور التيار الصدري والمجلس الأعلى.وقال مصدر سياسي مطلع إن اجتماع التحالف الوطني الذي كان مقررا عقده الاربعاء تأجل إلى اليوم الخميس، لعدم حضور التيار الصدري لانشغاله في زيارة لمحافظة النجف، مبينا أن المجلس الإسلامي الأعلى قاطع اجتماعات التحالف منذ أمس الثلاثاء.من جانبه اعلن عضو الائتلاف الوطني العراقي الشيخ حميد معلة ان التحالف الوطني لم يتمكن من حسم اختيار مرشحه لرئاسة الحكومة في ظل احتدام التنافس بين نوري المالكي وعادل عبد المهدي للفوز بالترشيح.واضاف معلة في تصريح صحفي أن المجلس الأعلى لن يقف عائقا أمام تشكيل الحكومة، مشيرا الى أن المجلس لن يشارك في حكومة لا تتسم بآفاق واضحة للنجاح ، حسب تعبيره.ولفت معلة إلى أن مشروع حكومة الشراكة الوطنية يجب ألا يهمش أي كتلة سياسية، على وجه الخصوص قائمة العراقية ، مشددا على أن المجلس لا يزال في إطار التحالف الوطني، وأن مشاوراته مع قائمة العراقية تنطلق من ضرورة التشاور مع جميع الأطراف.من جهته اعلن ائتلاف العراقية إن الحوارات مع الائتلاف الوطني بدأت تقترب من التوصل إلى حلول واقعية للخروج من أزمة تشكيل الحكومة.وقال عضو ائتلاف العراقية سلمان الجميلي في حديث صحفي أن هناك رغبة مشتركة لوضع حلول واقعية بين العراقية والائتلاف الوطني، إضافة إلى التحالف الكردستاني، مشيرا إلى أن هناك حوارات ناضجة بين قائمته والائتلاف الوطني العراقي.